Thoughts about the celebration of the Prophet's Birthday |
|
|
|
Written by Tarafa Baghajati
|
Thursday, 31 December 2015 |
خواطر حول الإحتفال بعيد المولد النبوي
الشريف
إخوتي نعود كل سنة في هذه الأيام لمناقشة:
هل يجوز الإحتفال بعيد المولد النبوي الشريف أم أنه ينطوي تحت حديث وَ شَرُّ الْأُمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ
فِي النَّارِ؟
إخوتي و أحبابي كل مظاهر الفرح و البهجة
و الإحتفال بمولد المصطفى عليه أفضل الصلاة و أتم السلام محمودة و جميلة طالما لم يتم
تحويلها إلى أمر عقدي أو جزء من الدين فهنا ندخل فعلاً في البدعة (المحدثة) و لم يقل
أحد بأن الإحتفال بحد ذاته من صلب الدين و بذلك نعم جميل و رائع الذكرى و الإحتفال
و من لا يرى لذلك أي داعٍ و يعبر عن حبه في أيام أخر بطريقته فأيضاً أهلا و سهلاً حرٌّ
هو و يحترم رأيه طالما ترك الآخرين في حالهم و لم يفسقهم (أو حتى يكفرهم و يخرجهم من
الملة)
.
صحيح أن الصحابة و التابعين لم يحتفلوا
بالمولد كما نفعل اليوم و لكن هذا الموضوع، أي التعبير عن الفرح و البهجة تابع للأعراف
و الأوقات و الزمان و المكان و الإنسان و نحن في وقت تهتم البشرية جمعاء بالذكريات
السنوية للأمور التي تهمها فما هو المانع من الإحتفال بمولد رسول الله و خاتم النبيين؟
أما الإعتراض بإمكانية حصول مخالفات شرعية في هذا الإحتفال أو ذاك و لذلك نلغي الإحتفال
كله فهذا كلام مردود فالمخالفات الشرعية محظورة أصلاً في أي يوم و هي مرفوضة بغض النظر
عن اليوم و المناسبة. فهذا هو المرفوض و عودة إلى من يعتمد في رفض الإحتفال على حديث
صحيح عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا
هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ ) فنعود و نقول نعم إذا جعلنا هذا ديناً أو جزءاً
من الدين من الناحية التعبدية أو العقدية و هذا منهي عنه فعلاً و بذلك يمكن التوصل
إلى صيغة لفك هذا الإشكال الذي أتعبنا فمشاكل الأمة تكفينا و هذا موضوع فيه فسحة لا
نضيق فيها فمن يريد نشد على يديه و من لا يريد لا نثرب عليه فهو أمر اجتهادي بحت. و
بالعكس لم نرَ أحداً ممن يحتفلون بهذه المناسبة الشريفة يجبر آخراً على الإحتفال أو
يعتبر عدم الإحتفال منقصة في الدين بالعكس الجميع يتقبل رأي الرافضين و بكل رحابة صدر
و مت الطرف الآخر نرى غلظة و جلفاً في القول و التفسيق و التبديع مما يجعلنا نشفق عليهم
فربما هم الذين يبتدعون في الدين و يجعلون من المباح حراماً و من العرف فسقاً فإذا
بهم يدخلون في المحظور من أوسع الأبواب من حيث لا يدرون هدانا الله و إياهم و الله
أعلم و منه التوفيق و الهداية
|