From Tadmor to Harvard: Bara Sarraj

Diese Homepage wurde mit einem neuem CMS aufgesetzt und befindet sich daher in Arbeit ...

من تدمر إلى هارڤارد  / من مهجع 13 إلى فيينا

يسعدني إخوتي و أحبابي أن أقدم لكم كتاب أخينا الفاضل الدكتور براء السراج بعنوان: من تدمر إلى هارڤارد و هذا كتاب أنصح بإقتنائه و قرائته فهو من أهم الكتب التوثيقية في تاريخ سورية الحديث. شرفني أخي براء و هو صديق بضعة أيام في سجن تدمر بتقديم هذا الكتاب و هذه مقدمة الكتاب لي لفتح شهيتكم لإقتناء الكتاب عبر رابط الأمازون. و مقدمتي مكتوبة باسم كل التدمريين شاكرين أخينا براء على هذا العمل التوثيقي الرائد ... و هنا المقدمة و بعدها الرابط للكتاب طرفة بغجاتي

من مهجع 13 إلى فيينا

بقلم طرفة بغجاتي، يونيو حزيران 2015

كلما أتذكر أشهر الاعتقال في سوريا في منتصف ثمانينات القرن الماضي والتي قضيتها بين فرع التحقيق العسكري وبين سجن تدمر أندم على ثلاثة أمور الأول هو أنني لم أكتب أسماء كل من كان معي ممن رافقوني في هذه التجربة المريرة وأسماء بلداتهم ومدنهم, والثاني أنني لم أوثق تواريخ اعتقالي ودخول تدمر والخروج منه عائداً إلى التحقيق العسكري وبعد ذلك تاريخ إخلاء سبيلي. والثالث هو توثيق الأماكن وأرقام المهاجع والأجنحة والزنزانات وباحات التعذيب حسب الاستطاعة والمقدور. لم أفعل هذا ظناً مني أن هذه معلومات حفرت في العقل والقلب وهي كالنقش على الصخر لا يمكن أن تنسى مهما مرت الأيام وتغيرت الظروف, ولكنني أصبت في وجه وأخطأت في وجه آخر. أصبت بكون هذه الأيام و الظروف والحوادث والتجارب فعلاً لا يمكن أن  تغادر الإنسان وتظل جزءاً لا يتجزأ منه وعليه التعامل معها سلباً وإيجاباً. ولكنني أخطأت كون تذكر التفاصيل والأسماء والأمكنة والتواريخ أمر إنساني بحت قابل للنسيان في حال عدم الكتابة والتوثيق وهذا ما حصل معي حيث لم أعد أذكر أسماء إخوتي التدمريين إلا ما ندر ونسيت أرقام المهاجع والغرف والزنزانات الانفرادية في التحقيق العسكري ونسيت تاريخ دخولي وخروجي وانتقالي من التحقيق العسكري إلى تدمر والعكس كما أنني لم أعد أذكر تاريخ إخلاء سبيلي وإطلاق سراحي.

ومرت الأيام وذهبت إلى رومانيا متابعاً للدراسة بعد خسارة سنة دراسية في ضيافة نظام حافظ الأسد وتخرجت مهندسا مدنياً وذهبت إلى النمسا بعد التخرج لا بنية الغربة بل هرباً من إمكانية اعتقال أخرى حيث أجمع كل من سمع بموضوعي على أن عدم العودة في أيام الثمانينات أفضل وأحوط حيث لا ضمان أبداً لعدم إعادة تكرر مأساة الاعتقال، توفي والدي عدنان بغجاتي رحمه الله في عام 1992 وظللنا على هذه الحال تألماً وحسرة إلى اليوم في قلبي وقلب العائلة وأمي بالذات التي لم تر وحيدها في جنازة والده التي حضرها القاصي والداني وتخلف عنها وحيده طرفة حتى إنهم لم يخبروني بوفاته إلا بعد الدفن لكي لا أتسرع وآتي مخاطراً لحضور الجنازة فنكون في مصيبة ونصبح في مصيبتين بين فقدان عزيز واعتقال ابن له. ومرت الأيام وصار لي نشاط في النمسا إلى جانب العمل الهندسي في مجال العمل التطوعي دفاعاً عن حقوق الإنسان ومكافحة ظاهرة عداء الإسلام وحوار الأديان ومناهضة العنصرية في المجالات الاجتماعية والثقافية على الصعيد النمساوي خاصة والأوربي عامة ولكنه كان نشاطاً باللغة الألمانية وأحياناً الانكليزية ولم يكن للعربية نصيب إلا ما ندر. ومرت الأيام ومع انطلاقة الثورة السورية امتد مجال النشاطات إلى اللغة العربية وبشكل سريع مواكبة للأحداث المتعاقبة وبذلك كان لا بد من دخول عوالم التواصل الإجتماعي وإقامة صفحة لي خاصة باللغة العربية فتحت لي آفاقا واسعة تعارفاً ومناقشة وإعادة لصداقات وعلاقات قديمة كنا نظن أن الدهر قد أكل عليها وشرب وإذا بها تحيا كمعجزات الحياة بعد الموت.

ويوماً من الأيام تصلني رسالة من أخ لم أذكر اسمه يقول لي إنه يريد أن يفحص ذاكرتي وإن كنت أذكره و ذكرني باسمه براء السراج، فكتبت آسفاً ولكنني غير مستسلم قائلا لا والله ولكن طالباً المساعدة في حادثة أو تاريخ أو مكان، فأجاب بتاريخ 6 أكتوبر تشرين الأول 1984 فتذكرت حرب تشرين وكتبت مداعبةً أن هذا الذي أذكره فجاوبني الأخ براء بأن هذا التاريخ هو يوم دخولي إلى تدمر في دفعة لحوالي عشرين إلى ثلاثين سجيناً وبعد أن تم استقبالنا, وما أدراك ما استقبال تدمر وهذا يمكنكم القراءة عنه في هذا الكتاب, أدخلونا إلى مهجع رقم 13 والذي لم يكن كبيرا وكان فيه على ما أذكر بين الأربعين والخمسين سجيناً وكان مكتظاً بهم أصلاً وليس فيه مكان لوضع الرجل ناهيك عن إمكانية المشي أو الحركة، ومعروف عادة السجون أن القدامى يستفردون بالأمكنة (الجيدة) ويعاملون الجدد بشئ من العنجهية ويكون رئيس المهجع ديكتاتورا صغيرا يأمر وينهى. أما عندنا فأشهد أنه تم استقبالنا هناك بأخوة وحب وإيثار منقطعي النظير وكان رئيس المهجع خادما للجميع وكلهم لا يدرون كيف يواسوننا ويخففون عنا وذلك لمعرفتهم ما لا نعرف ولعلمهم ما لا نعلم عن ماذا ينتظرنا في غياهب هذا السجن الرهيب. وقضينا في هذا المهجع ثلاثة أيام بلياليهن كان فيها إلى جانبي طوال الوقت شاب لطيف على وجهه البسمة وهذا الشاب هو كاتب هذا الكتاب الموثق الدكتور براء السراج، ثلاثة أيام في مهجع مكتظ ننام فيه مسايفة (من السيف يعني النوم على أحد الكتفين حيث يكون الجسد عمودياً على الأرض كالسيف) يعني على الجنب فقط وذلك لعدم إمكانية النوم على الظهر ووضع الكتفين على الأرض فهذا يأخذ ضعف المساحة ووقتها لا يمكن للجميع أن يناموا لضيق المكان.

أتذكر كيف كان شعري طويلاً نسبياً  عند دخول تدمر حيث أن الشعر في فرع التحقيق العسكري يترك ولا يحلق كاملا بالضرورة فكان السجانون خلال ساعة أو دقائق التنفس يعرفون الجديد من القديم فكان أحدهم يناديني بتعال هنا أنت أبو شعر فأركض باتجاهه وأضرب التحية العسكرية لحضرة الرقيب كما كنا نقول لهم ونحن حفاة الأقدام في التنفس ويجب أن تكون مغمض العينين فيطلب أن أرفع رأسي إلى السماء وأظل مغمض العينين فيرجع إلى الوراء عدة أمتار ويركض باتجاهي ليوجه ركلة ببسطاره العسكري على صدري فأرجع من أثر الضربة مترا أو مترين وأقع على الأرض وأعود قائماً فوراً على الحالة الأولى ليعاود الكرة مرتين أو ثلاثة وهو يتسلى مع رفاقه العساكر بالضحك والكلام، وعندما عدنا إلى المهجع رقم 13 ودخل الجميع وأغلق الباب وإذا بي أرى غالبية التدمريين القدامى يلتفون حولي ليطمئنوا علي وبكل قلق وخوف جعلني أستغرب حيث أن الموضوع بالنسبة لي انتهى وصرنا في المهجع وإذا بهم يحدثونني أنه كثيراً ما يتم كسر عظام القفص الصدري من جراء ضربات البسطار العسكري هذه وأحيانا يتم إصابة الظهر أو الرأس إصابات قد ترافق السجين سنوات بعد ركلات التنفس هذه، فإذا بي أحاول أن أطمئنهم عني بأن الموضوع قد مر بسلامة وكان وقتها مؤلفنا براء من أوائل من واساني واهتم بي. كما أتذكر تدليك رجلي الذي يتورط بفلقة بالكرباج أثناء التنفس فترى شباب المهجع يستلم كل واحد منهم قدما منتفخة ويدلكها بكل عطف وحنان مما يعطي جواً من التآخي والتناغم والإيثار قل أن يعيش الإنسان مثله.

بعد هذه الأيام الثلاثة يقدم أحد أخوي مهجع 13 كتاب أخيه بعد مرور ثلاثين عاماً على هذا اللقاء القصير في الزمن والخالد في الأثر. أتشرف بتقديم هذا الكتاب وأتمنى من الجميع إشهاره وقراءته وشراءه مع دفع ثمنه فالكتاب الذي لا يباع لا ينتشر. أتمنى في هذا السياق أيضاً على جميع إخوتي التدامرة الأحياء وعلى أولاد من توفاه الله منهم أن يوثقوا كل ما مر معهم ويحفظوه ويبعثوا للأخ براء عسى أن يكون لهذا الكتاب تتمة في طبعات قادمة أو إصدار كتاب جديد فهذه الصفحات في تاريخ سوريا تحتاج إلى سلسلة كتب فكتاب واحد لا يمكن أن يفي بحقها. كما أتمنى أن يتبنى أحد دور النشر المعتمدة هذا العمل الرائد ويساهم في توزيعه وطباعته فمكان هذا الكتاب هو معارض الكتب على أرقى المستويات وعلى رفوف المكتبات لا فقط عن طريق الإنترنت. أما كيف استطاع الدكتور براء تذكر كل هذه الأحداث والتواريخ فهذا سره الخاص وبصراحة بالنسبة لي فهذا وحده يشكل شبه معجزة، أقول هذا مذكراً لا أميل إلى المبالغات فتصوروا أن الورقة و القلم كانا من الممنوعات والمحظورات فلم أستوعب إلى اليوم كيف استطاع براء الحفاظ بعد كل هذه السنين بكل هذه الحوادث والتواريخ و بهذه الدقة المتناهية والتي تحتاج إلى كومبيوتر أكثر منها من إلى ورقة وقلم.

أما عن سجن تدمر فكم أثرت بنا نحن التدامرة جريمة داعش في تدمير هذا السجن ولو أننا لسنا متأكدين إلى الآن إن كان القسم السياسي أيضاً قد دمر أم لا؟ كلنا على موعد مع زيارة لهذا المعتقل في سوريا تحترم حقوق الإنسان وكرامته ونريد دخول هذا السجن أحراراً رافعي الرؤوس لا مخفضيها وفاتحي الأعين لا مغلقيها بالطميشات السوداء اللعينة ومطمئنين لا مرتعدين من الاستقبال والدولاب والتعذيب والإرهاب النفسي والجسدي. نريد أن نقول للعالم وللسوريين جميعاً أننا نتذكر هذا السجن لنقول لا لمثل هذا في سوريا المستقبل ولا لتكرر مثل هذه الأمور في سوريا الحرية وكرامة الإنسان وأكبر ضمانة في تاريخ الشعوب لعدم تكرار الجرائم هو تذكرها دائماً ووضعها نصب العيون تحذيراً وإنذاراً من تكرارها. وأعتقد أكبر درس ممكن أن نعطيه لأجيال المستقبل أننا لا نهتم بالثأر من هذا المجرم أو ذاك مع أنه لا حرج من أن تأخذ العدالة النزيهة مجراها وليس لنا مع أولاد من عذبنا أي ثأر وهمنا الوحيد فقط هو أن نضمن أن ما مر معنا لن يمر على من بعدنا في تاريخ سوريا القادم. نريدها بلداً آمناً لكل مواطنيه بعيداً عن النزعات الطائفية والعنصرية والدينية والفئوية وسنكون إن شاء الله عوناً لكل سوري مخلص يريد أن يصل هذا البلد إلى بر الأمان.

لذلك أرى أن يعاد بناء سجن تدمر إن دمر كما كان وتحت إشراف الأخصائيين عن طريق استعمال نفس مواد البناء في ذاك الزمن وأن تصبح تدمر إلى جانب كونها مدينة أثرية حضارية منارة لحقوق الإنسان عبر إقامة متحف لحقوق الإنسان يتم فيه أيضاً توثيق سجن تدمر بكل تفاصيله, ويزوره القاصي والداني وتقام فيه الفعاليات وزيارات طلاب المدارس والندوات الثقافية وبذلك نكون  قد أعطينا شهداء تدمر ومن مات بعد خروجه ومن ما زال حياً منهم حقهم فهذا أقل ما يستحقون ويكون بهذا أكبر خدمة لهذا البلد المعطاء.

تم تحرير هذه المقدمة المتواضعة في أربعة بلاد النمسا وبلجيكا و السنغال وغينيا بيساو وكتبت قسما منها في الطائرة بين العاصمة البلجيكية بروكسل والعاصمة السنغالية داكار مرورا فوق المحيط الأطلسي وأفكر في هذه اللحظات حامداً ربي وشاكره على فضله علي بأبناء بلدي الذين يقبعون في مكان ما سواء في سجن سوري أو في مخيم في بلاد الجوار أو لاجئين في مكان ما دون أوراق أو قابعين في بلد ما دون جواز سفر فإذا بنا كنا في تدمر واحدة وصرنا بمآس موزعة في أصقاع المعمورة. أسأل الله أن يكون الفرج لهذا البلد قريباً وأن يحسن فكاك المأسورين جميعاً وخاصة النساء والأطفال منهم ويكون لنا جميعاً عودة عاجلة غير آجلة لبلدنا سوريا في ظل الحرية وكرامة الإنسان لجميع المواطنين.

أخيراً جزيل شكري لمؤلفنا الأستاذ الدكتور براء السراج وبارك الله في هذا العمل وجعله خطوة توثيقية في مكافحة الظلم و الطغيان وفي التوق للحرية والكرامة. و خير ما أنهي به هذه المقدمة قول الله عز وجل: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".

From Tadmor to Harvard (Arabic)

Bara Sarraj (Author), Foreword/Vorwort: Tarafa Baghajati

The journey of a political prisoner from Tadmor (Palmyra), Syria, one of the worst detention camps in the world, to Harvard, the top academic institution in the same world!

http://www.amazon.de/From-Tadmor-Harvard-Bara-Sarraj/dp/1523402970

Taschenbuch: 318 Seiten
Verlag: CreateSpace Independent Publishing Platform (2. Februar 2016)
Sprache: Arabisch
ISBN-10: 1523402970
ISBN-13: 978-1523402977
Größe und/oder Gewicht: 15,2 x 1,8 x 22,9 cm