Interview mit Tarafa Baghajati betreffend Adel Imam

النمسا / مصر / حرية التعبير

حوار خاص مع عضو المجلس الاستشاري للشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية

ناشط حقوقي أوروبي يحذر : الحركات اليمينية المتطرفة سترقص فرحا عند الحكم على عادل إمام لأنها ستحصل بهذا حكم على ذريعة قوية لمهاجمة المسلمين والإسلام

شريف علي

فيينا في 28مايو / أ . ش . أ / تثير تطورات الأوضاع الداخلية المصرية اهتمام الكثير من العاملين في مجال منظمات المجتمع المدني داخل مصر وخارجها وهو ما دعا رئيس مبادرة المسلمين والمسلمات النمساويين المهندس طرفة بغجاتي عضو المجلس الاستشاري للشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية إلى تسجيل رؤيته حول قضية ثقافية هامة مثارة داخل مصر حول حرية الإبداع الفني.

أوضح المسئول الثقافي للهيئة الإسلامية الرسمية في فيينا - النمسا, في حوار خاص مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط , أن عالم الفن والأدب يتسع للتعبير من خلال المرح والفكاهة الذي قد يصل إلى حد السخرية فيبعض الأحيان كأحد الطرق التي لا يمكن الاستغناء عنها في عرض بعض الظواهر الاجتماعية والسياسية وجعلها جزءًا من الحراك الشعبي الذي يطال مختلف فئات المواطنين على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية رغم تفاوت درجاتهم العلمية.

واستطرد" بغجاتي " قائلا الفن يتحمل مسئولية توصيل رسالة محددة إلى المتلقي بغض النظر عن انتمائه المجتمعي ومستواه التعليمي , لافتا أن فن السخرية يمثل فضاءا ًواسعاً للمبالغة التي قد تصل إلى درجة الاستفزاز توفر للفنان مساحة أوسع لتوصيل الأفكار إلى عقول الجماهير وعواطفهم وقلوبهم , مؤكدا أن " عالمنا العربي والإسلامي يحتاج إلى المزيد من هذا الفن لا إلى الحد منه، مطالبا في نفس الوقت برفع الحرج عن العاملين في هذا المجال لإفساح الطريق أمامهم لتناول جميع إشكاليات المجتمع فضلا عن تشجيع المبدعين في مجال فنون الرسوم الساخرة الكاريكاتور والإخراج والتمثيل على مستوى المسرح والسينما والتلفزيون.

وتناول بغجاتي من هذا المنطلق قضية محاكمة الفنان عادل إمام موضحا أن الخوض في هذه المسألة يمكن أن يكون عبر عدة مداخل ، قد تكون فنية, ثقافية , اجتماعية , سياسية , رافضا في نفس الوقت أن يتم تناول هذه القضية عبر المدخل الديني تحت اسم الإسلام , كما أوضح في ذات السياق أنه لا يفهم من ذلك أن يحصل الفنان علي " شيك على بياض " يمكنه من التطاول على الذات الإلهية أو السخرية من الأديان السماوية.

كما أوضح بغجاتي أن أفلام عادل إمام الموضوعة للمساءلة اليوم مثل "الإرهاب و الكباب" أو " الإرهابي " وغيرها لم تتعرض للذات الإلهية أو جوهر الرسالات السماوية لا من قريب أو بعيد ، معتبرا أن الأفلام ناقشت ظواهر دينية واجتماعية وسياسية ملموسة , لافتا أن عادل إمام ناقش ظواهر اجتماعية أخرى بنفس الطريقة في فيلمه " الزهايمر" , حيث قام بتقديم صورة الطبيب الذي خان شرف مهنته وثقة مريضه في المؤسسة الطبية ، متسائلا هل ينبغي على نقابة الأطباء أن تقوم بمقاضاته بتهمة تشويه سمعة الأطباء وتحقير الطب , كما سلط بغجاتي الضوء في نفس السياق على فيلم السفارة في العمارة , موضحا أن عادل امام جعل من حماية الأمن المصري لسفارة إسرائيل وكذلك وضع السفير الإسرائيلي في مصر محط سخرية لاذعة ,رافضا في ذات السياق أن يكون للشخص الملتحي أو للرجل المعمم أو للمرأة المنقبة في مجتمع حرٍ ديمقراطي قدسيةً خاصةً تضفي عليهم حصانةً تمنع تناولهم بالنقد بواسطة كاريكاتور أو حتى من خلال الكوميديا.

وأكد بغجاتي أن أي قداسة أو حصانة ستشكل خطراً عارماً على المجتمع , موضحا أنهم كغيرهم من باقي أعضاء المجتمع يخطئون ويصيبون ، ولا يمكن أن يعتبر تناولهم بالنقد ووضعهم تحت عدسة النقد الفني بأي حال من الأحوال تهكماً على الدين الذي ينتمون إليه خاصة إذا كان هذا الدين هو دين الأغلبية أو الدين الرسمي للدولة كما هو الحال في مصر.

وحذر بغجاتي ,الذي يتولى منصب نائب رئيس المعهد الإسلامي لتعليم الكبار بالعاصمة فيينا , أنقضية عادل إمام والإصرار على تجريمه " سيفتح باب لن يستطيع أحد غلقه " ،موضحا أن الفنان عادل إمام جزء فاعل ضمن منظومة فنية تشمل الكاتب والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج.

وأكد بغجاتي في المقابل أن النهوض بمصر وانتقالها الحثيث إلى الديمقراطية يحتاج ضمن ما يحتاج إلى وسط ثقافي متفتح يوفر مساحة واسعة للنقد وعرض الرأي والرأي الآخر دون أن يعني هذا تطابق الآراء وتناغم العواطف بل يعكس سعة دائرة الاحترام المتبادل في ظل تآلف اجتماعي وثقافي للاختلاف , محذرا أن العالم بما يحويه من حركات يمينية متشددة جعلت من العداء للإسلام بؤرة لتجمع أتباعها وبوصلة لحشد توجهاتهم ، لافتا أن هذه الحركات اليمينية سترقص فرحاً بالحكم على عادل إمام بالسَّجن لأنها ستحصل على بهذا حكم على ذريعة قوية لمهاجمة المسلمين والإسلام على طريق إثبات تهمة كونهم أصحاب دين لا يؤمن بالحريات الشخصية وأن هذا الدين لا يعطي فرصة لحرية الرأي أو النقد الفني كأحد سبل التعبير.

كما أعرب بغجاتي عن أمله أن يلقي القضاء المصري الذي وصفه بالنزيه بكلمته الأخيرة في هذه القضية بعيدا عن الحسابات السياسية ووفقا لمبادئ العدالة وحسب ، حتى يتم إغلاق ملف مثل هذه القضايا في مصر الديمقراطية بهدف تأمين حرية الرأي وحق التعبير إلى غير رجعة.

/ أ . ش . أ /